تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نقص الأمطار والجفاف يفاقمان أزمة الغابات في المنطقة المتوسطية

نقص الأمطار والجفاف يفاقمان أزمة الغابات في المنطقة المتوسطية

 

تشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط تحديات بيئية متزايدة نتيجة للتغيرات المناخية. حيث أشارت دراسات حديثة إلى أن بعض غابات هذه المنطقة مهددة بالتصحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقص هطول الأمطار

في تقرير نُشر في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" في ماي 2024، حذّر الباحثون من أن غابات البحر الأبيض المتوسط قد تتعرض للتصحر بسبب ارتفاع الأنشطة التي تؤدي إلى تغير المناخ. وأشار التقرير إلى أن انخفاض كميات الأمطار واستمرار الجفاف يساهمان بشكل كبير في هذا التصحر.

من جهة أخرى، أجرى فريق بحثي من معهد علوم الأرض بجامعة هايدلبرغ الألمانية دراسة حول تأثير نقص الأمطار على غابات البحر الأبيض المتوسط. تَوَصَّل الفريق إلى أن قلة الأمطار ستؤدي إلى تصحر هذه الغابات، مما يهدد التنوع البيولوجي والخدمات البيئية التي تقدمها.

تعتمد هذه النتائج على تحليل عينات من حبوب اللقاح المأخوذة من رواسب في شمال شرق اليونان. وأظهرت التحليلات أن غابات البحر الأبيض المتوسط كانت حساسة للتغيرات المناخية في الماضي، مما يشير إلى أنها قد لا تكون قادرة على تَحَمُّل فترات الجفاف الطويلة إذا ما حدثت في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الباحثون أن زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تؤثر على مستويات الرطوبة وهطول الأمطار في المنطقة. هذا يزيد من القلق بشأن قدرة غابات البحر الأبيض المتوسط على الصمود أمام فترات الجفاف المتوقعة وتراجع الغطاء النباتي مع استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ونظرًا لحساسية غابات البحر الأبيض المتوسط لتغير المناخ، يتزايد القلق بشأن بقائها في ظل استمرار الانبعاثات والاحترار العالمي. ويتوقع الباحثون أن تَمُرَّ هذه المناطق بفترة حرجة خلال العقود القادمة، مع تكرار فترات الجفاف، مما قد يؤدي إلى اضطراب في النظم البيئية وفقدان التنوع البيولوجي.

تدعو هذه الدراسات إلى اتخاذ تدابير استباقية للحد من تأثير التغيرات المناخية على غابات البحر الأبيض المتوسط. يشمل ذلك تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز استراتيجيات إدارة المياه، والحفاظ على التنوع البيولوجي لضمان استدامة هذه النظم البيئية الحيوية.