مواصلة تنزيل حلول مبتكرة لحماية الموارد المائية من التبخر

مع بداية فصل الصيف، بدأت درجات الحرارة في الارتفاع بمناطق مختلفة من المغرب، وهو ما يُعدّ أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا خلال هذه الفترة من السنة. هذا الارتفاع يدفع إلى التفكير في كيفية الحفاظ على الموارد المائية، خاصة تلك المخزنة في السدود التي تلعب دورًا مهمًا في توفير الماء في مختلف جهات البلاد.

من بين الظواهر التي ترافق ارتفاع الحرارة، نجد ظاهرة تبخر المياه، وهو ما يجعل الاهتمام بكيفية تقليل هذا التبخر أمرًا ضروريًا. وتوجد اليوم العديد من الحلول الحديثة التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في حماية مياه السدود.

من جهته أكد الخبير في الموارد المائية عبد الرحيم الهندوف، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التبخر يكون أكثر وضوحًا في شهري يوليوز وغشت، مشيرا إلى أن هناك تقنيات فعالة يمكن أن تساعد في التقليل من هذا التبخر بشكل كبير.

من بين أبرز هذه التقنيات، تبرز الألواح الشمسية العائمة، وهي طريقة ذكية تعتمد على تثبيت ألواح فوق سطح الماء لإنتاج الكهرباء، وفي نفس الوقت تُقلل من التبخر. هذه التقنية، التي استُخدمت بنجاح في الصين، حيث تساهم في تحقيق فائدتين في آن واحد: إنتاج الطاقة والحفاظ على الماء.

كما يمكن أن يساعد أيضًا اعتماد هذه الألواح في تقليل حرارة الألواح الشمسية نفسها، مما يزيد من فعاليتها. وهي فرصة للاستفادة من مساحات السدود كمجال إضافي لإنتاج الطاقة، دون الحاجة لاستعمال مساحات أرضية جديدة

من جانبه، أشار الخبير البيئي محمد بنعبو إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يجعل من المهم تبني هذه الحلول الذكية. وأوضح أن هناك أيضًا تقنيات أخرى يمكن اعتمادها، مثل تغطية المسطحات المائية بكريات خفيفة تطفو على السطح وتحد من التبخر بطريقة بسيطة وفعالة.

وأضاف أن العديد من الدول اعتمدت هذه الأساليب بنجاح، وهي تجارب يمكن الاستفادة منها لتعزيز الأمن المائي، خاصة أن المغرب يتوفر على بنية تحتية مهمة من السدود التي يمكن تطويرها باستعمال هذه التقنيات الحديثة.

ويؤكد المختصون أن المغرب، بفضل جهوده في تطوير موارده المائية والطاقة المتجددة، لديه فرص كبيرة للاستفادة هذه الحلول وتحقيق نتائج إيجابية. فبفضل الإجراءات الاستباقية والاهتمام المتواصل بالبيئة، يمكن للمملكة أن تصبح نموذجًا في الاستفادة من التكنولوجيا للحفاظ على الثروة المائية.