تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مشاريع كبرى وسياسة مائية رشيدة.. المغرب يواصل تنزيل برامج مائية مهيكلة لضمان الأمن المائي

مشاريع كبرى وسياسة مائية رشيدة.. المغرب يواصل تنزيل برامج مائية مهيكلة لضمان الأمن المائي

في إطار لقاءات جريدة Médias24، احتضنت مدينة الدار البيضاء ندوة نقاشية مهمة تحت عنوان: «تحديات الماء: أين وصل المغرب في سنة 2025؟». وقد شكل هذا اللقاء فرصة لإبراز الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال تدبير الموارد المائية، وكذا التأكيد على الأهمية القصوى التي يوليها المغرب لهذا الملف الاستراتيجي.

خلال هذه الندوة، أكد السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن المغرب استطاع خلال السنوات الأخيرة، ورغم التحديات المرتبطة بندرة المياه والتغيرات المناخية، أن يعزز صموده وقدرته على تدبير موارده بفعالية. ويعود هذا النجاح إلى التوجيهات الملكية السامية، التي شكلت الأساس الصلب لتطوير استراتيجية وطنية تعتمد على مشاريع ملموسة ومهيكلة.

من بين هذه المشاريع المهمة، نجد تشييد السدود الكبرى، ومحطات تحلية مياه البحر، وإعادة استعمال المياه العادمة، ومشاريع الربط بين الأحواض المائية. هذه المجهودات مكنت المملكة من تعزيز استدامة مواردها وضمان التزويد المنتظم بالماء لمختلف المناطق، الحضرية منها والقروية.

وقد أشار السيد الوزير إلى أن السنة الحالية تحمل مؤشرات إيجابية، حيث سجلت تحسنًا ملموسًا في التساقطات المطرية، مما ساهم في ارتفاع منسوب المياه في السدود. كما تجاوزت نسبة الملء في خمسة أحواض مائية عتبة 50%، وهو إنجاز مهم لم يتحقق منذ سنوات.

من جهة أخرى، أصبح الوعي الجماعي والمؤسساتي بالحفاظ على الماء جزءاً من الثقافة الوطنية، مما يفتح الباب أمام مزيد من الابتكار وترشيد الاستعمال وتنويع مصادر التعبئة. هذه الدينامية الجديدة تشجع على التفاعل الإيجابي مع التحديات، وتحفز جميع الفاعلين على مواصلة الجهود من أجل ضمان الأمن المائي للأجيال القادمة.

ورغم ما عرفته السنوات الماضية من تراجع في الموارد المائية، فإن المغرب واصل جهوده دون توقف، عبر تعبئة مختلف الإمكانات وتعزيز البنيات التحتية. هذه المقاربة الشاملة والمتكاملة تجعل من التجربة المغربية نموذجًا إيجابيًا في مجال تدبير المياه.

ويمضي المغرب بثقة في طريقه نحو تعزيز أمنه المائي، من خلال عمل مستمر، رؤية واضحة، وإنجازات واقعية تؤكد أن التحديات مهما كانت كبيرة، يمكن التغلب عليها بالرؤية المتبصّرة والمشاريع الكبرى المهيكلة.