حوض أبي رقراق والشاوية.. تنظيم القرية الذكية للماء بالمركز الوطني للاصطياف ببوزنيقة لتعزيز الوعي المائي لدى الناشئة

ساهم تحويل فائض مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق في تحسين مخزون مياه سد سيدي محمد بن عبد الله بشكل كبير. فقد بلغت نسبة ملء السد إلى غاية 11 غشت 2025 حوالي 67 في المائة، بينما لم تتجاوز 33 في المائة خلال نفس الفترة من السنة الماضية. ورغم هذا التحسن، فإن الواردات الطبيعية لهذا السد لا تمثل سوى 34 في المائة من مجموع الواردات، وهو ما يعكس عجزا بالمقارنة مع معدل واردات السنوات الخمس الماضية الذي بلغ 60 في المائة.
وأمام هذا الوضع، يبقى تغيير السلوك وعقلنة استعمال الموارد المائية والقطع مع مظاهر الهدر ضرورة ملحة. وهو ما أكدته التوجيهات الملكية السامية في إطار البرنامج الاستعجالي للتزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027، الذي يحظى بعناية خاصة من طرف جلالة الملك نصره الله، لمواجهة التحديات الناتجة عن توالي سنوات الجفاف والإجهاد المائي.
وفي هذا السياق، تواصل وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب لجهة الدار البيضاء سطات، جهودها في مجال التوعية. حيث نظمت "قرية الماء الذكية" داخل المركز الوطني للاصطياف ببوزنيقة، كفضاء يهدف إلى تعزيز الوعي لدى الناشئة بأهمية الاقتصاد في استعمال الماء.
وضمت هذه القرية مجموعة من الورشات الرقمية المتنوعة، تشمل الروبوتيك والواقع الافتراضي، إضافة إلى كبسولات توعوية، ألعاب جماعية، مسابقات، ورشات للرسم وصناعة المحتوى الرقمي. وتوفر هذه الأنشطة وسائل مبسطة وفعالة لتقريب الأطفال من قضايا الماء وتعزيز ارتباطهم بقيم الترشيد.
كما ركزت القرية الذكية على التوعية بمخاطر الغرق في حقينات السدود، حيث تبث كبسولة إعلامية أعدتها وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية لهذا الغرض. إضافة إلى ذلك، قدمت عناصر الوقاية المدنية ورشات عملية حول الإسعافات الأولية الضرورية في حالة إنقاذ غريق، مما يساهم في نشر ثقافة السلامة والوقاية.
وشارك في هذه المبادرة حوالي 1200 طفل وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين 7 و14 سنة، من الوافدين على مركز الاصطياف ببوزنيقة خلال أيام 16 و17 و18 غشت 2025. ويُرتقب أن تشكل هذه التجربة فرصة للأطفال لاكتساب معارف جديدة حول الماء، وأيضا لترسيخ سلوكيات مسؤولة تواكب التحديات التي تواجهها بلادنا في هذا المجال.