تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

فيضانات "غير مسبوقة" وعواصف مدمرة في تايلاند تعزل مدنًا كاملة وسط عمليات إجلاء عاجلة

فيضانات "غير مسبوقة" وعواصف مدمرة في تايلاند تعزل مدنًا كاملة وسط عمليات إجلاء عاجلة

تشهد تايلاند فيضانات تعد من الأسوأ منذ سنوات، حيث غمرت المياه مناطق واسعة في جنوب البلاد، مما تسبب في أزمة حقيقية طالت المستشفيات، البنية التحتية، وحياة الملايين من السكان. ومع توقعات بهطول المزيد من الأمطار، تتجه الأنظار نحو الإجراءات العاجلة التي تقوم بها السلطات للحد من تفاقم الوضع.

امتدت الفيضانات إلى تسعة أقاليم في تايلاند، وأدت إلى تقطع السبل بالعديد من المرضى في المستشفيات، ما أجبر السلطات على استخدام طائرات الهليكوبتر لإجلاء الحالات الحرجة ونقل الإمدادات الضرورية. وفي مدينة هات ياي الأكثر تضررًا، غمرت المياه الطابق الأول من المستشفى الحكومي الرئيسي الذي يعالج 600 شخص، بينهم العشرات في العناية المركزة، ما جعل الإجلاء الجوي الخيار الوحيد المتاح.

لم تقتصر الأزمة على الجانب الصحي فقط، إذ أثرت الفيضانات في تايلاند على أكثر من 2.7 مليون شخص، وتضرر ما يزيد عن 980 ألف منزل، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة شملت الطرق والمنشآت الحيوية. كما انقطعت الطرق المؤدية إلى جناح الولادة الذي يضم 30 مولودًا جديدًا، بعد أن وصل ارتفاع المياه إلى حوالي متر ونصف في بعض المناطق.

وتعد هذه الأمطار من أشد ما شهدته تايلاند منذ قرون، وفق تقديرات السلطات المختصة. ورغم توقف الأمطار في بعض الفترات، إلا أن السلطات تتوقع أن تبدأ المياه في الانحسار تدريجيًا وفقًا لإدارة الري، ما يمنح بصيص أمل للسكان الذين يعيشون تحت ضغط هذه الكارثة الطبيعية.

لم تقتصر تأثيرات هذه الظاهرة على تايلاند وحدها، فقد امتدت الفيضانات إلى ثماني ولايات في ماليزيا، مما دفع البلدين إلى إجلاء ما يقرب من 45 ألف شخص. وفي إندونيسيا، تسببت الفيضانات والانهيارات الأرضية في أضرار كبيرة خلال هذا الأسبوع، ما يعكس حجم الأزمة المائية التي يعيشها الإقليم بأكمله.

تواصل الفرق الحكومية والمتطوعون عملهم دون توقف، مستخدمين القوارب والمروحيات للوصول إلى المحاصرين وتقديم المساعدة. ورغم الجهود المبذولة، تبقى الأزمة مفتوحة على احتمالات متعددة، خاصة في ظل استمرار الأحوال الجوية العاصفة.