فيضانات عارمة تغمر مناطق واسعة في إسبانيا بسبب العاصفة "أليس"

تشهد مناطق واسعة من إسبانيا أوضاعاً صعبة بسبب الفيضانات المفاجئة الناتجة عن العاصفة "أليس"، التي تسببت في أضرار مادية كبيرة وشلل شبه تام في الحياة اليومية. فقد أجبرت الأمطار الغزيرة آلاف السكان على مغادرة منازلهم والتوجه إلى الملاجئ، بعد أن غمرت المياه الشوارع وأغلقت الطرق وتوقفت العديد من الأنشطة العامة.
وفي كاتالونيا وفالنسيا وإيبيزا، تحولت الشوارع إلى أنهار من الوحل، مما جعل التنقل مستحيلاً في بعض المناطق. كما تم إلغاء الرحلات عبر ساحل البحر الأبيض المتوسط، وأعلنت السلطات عن تعليق خدمات القطارات بين برشلونة وفالنسيا، وهو ما أثر على أكثر من 3000 راكب.
الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet) أصدرت إنذاراً أحمر لأجزاء من فالنسيا، محذرة من هطول أمطار قد تصل إلى 100 مليمتر في ساعة واحدة فقط. ودعت سلطات الحماية المدنية السكان إلى البقاء في منازلهم، وسط توقعات باستمرار سوء الأحوال الجوية في الأيام المقبلة.
كما حذّرت هيئة الأرصاد من أن الأمطار والعواصف الرعدية ستستمر خلال الأسبوع، مع بقاء التحذيرات البرتقالية قائمة في المناطق الساحلية مثل أليكانتي وفالنسيا وكاستيون. وتعمل فرق الإنقاذ والسلطات المحلية على التعامل مع الفيضانات، في محاولة للحد من الأضرار المادية وضمان سلامة السكان.
وفي الوقت نفسه، أعلن المركز الوطني الأميركي للأعاصير في ميامي عن تشكّل العاصفة الاستوائية "لورينزو" في المحيط الأطلسي، لكنها لا تشكل حالياً أي تهديد على اليابسة. وتبلغ سرعة رياحها 72 كيلومتراً في الساعة، وتتحرك شمال غرب المحيط بسرعة 27 كيلومتراً في الساعة، مع توقعات بزيادة قوتها خلال الأيام المقبلة.
وبينما تواصل إسبانيا مواجهة آثار العاصفة "أليس"، تبرز هذه الأحداث الحاجة المتزايدة إلى تعزيز خطط إدارة الأزمات المائية، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي جعلت من الفيضانات المفاجئة ظاهرة متكررة تهدد مناطق مختلفة من البلاد.