تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بعد سنوات من الجفاف.. عودة الحياة إلى منابع إفران بفضل التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة

بعد سنوات من الجفاف.. عودة الحياة إلى منابع إفران بفضل التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة

شهد إقليم إفران خلال السنوات الماضية فترات طويلة من الجفاف أثرت بشكل كبير على الموارد المائية والطبيعية. ولكن، مع التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي عرفتها منطقة الأطلس المتوسط، بدأت بعض العيون المائية في العودة إلى الحياة تدريجيا، وهو ما بعث الأمل من جديد في استعادة التوازن البيئي المحلي.

فقد ساهمت الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة التي تساقطت خلال الأسابيع الماضية في إنعاش المناظر الطبيعية الخلابة التي تشتهر بها المنطقة، مثل غابات الأرز والشلالات والوديان الخضراء. هذا التغير الإيجابي جذب الكثير من محبي الطبيعة والسياحة الإيكولوجية، مما ساهم في إعادة الحيوية إلى وجهة تعتبر من أبرز المناطق السياحية البيئية في المغرب، وذلك حسب ما أفادت الجريدة الإلكترونية "le360".

وبحسب المعطيات الصادرة عن وكالة الحوض المائي لسبو، فقد سجلت بعض العيون زيادة غير مسبوقة في صبيب المياه. على سبيل المثال، منبع "عين أمغاص" ارتفع صبيبه من 110 لتر في الثانية في دجنبر 2024 إلى حوالي 1964 لتر في الثانية في مارس 2025، أي بنسبة نمو تجاوزت 1600%. أما "عين زروقة" فقد عرفت بدورها تحسنًا مهمًا بنسبة فاقت 987% في نفس الفترة. وهناك عيون أخرى كانت شبه ميتة، مثل "عين رباعة السفلى"، بدأت أيضًا في تسجيل تدفقات مائية مهمة من جديد.

 

هذا الانتعاش في صبيب العيون ساعد على تغذية عدد من الأودية بالمنطقة، مثل وادي زروقة ووادي تامدقين ووادي أهلال، وهو ما أدى إلى إحياء المنظومة البيئية في مناطق كانت قد جفّت تمامًا. وقد ظهر هذا التحسن في الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي بشكل واضح.

وقد لوحظ عودة المياه إلى مناطق كانت على وشك الجفاف في السابق مثل منابع "عين فيتال". بداية من "مخيم الأمير" أسفل "عين فيتيل"، يمكن ملاحظة تحسن صبيب وادي زروقة، مما ساهم بدوره في تدفق المياه نحو وادي تزكيت. لكن هذا التحسن ما زال يعتمد على استمرار التساقطات، خاصة الثلوج التي تعتبر المصدر الأساسي لتغذية المياه الجوفية في فصل الصيف.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن بعض المناطق داخل المنتزه الوطني لإفران لم تستعد بعد حيويتها الطبيعية. على سبيل المثال، "ضاية عوا" التي تُعد من المعالم السياحية المعروفة، حيث لا تزال في حالة جفاف. وذلك راجع إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية التي تغذي البحيرة، حيث لم تكن التساقطات الأخيرة كافية لتعويض النقص الذي تراكم خلال سنوات الجفاف.

عودة المياه إلى بعض العيون في إفران هي بالتأكيد خبر مفرح لسكان المنطقة والمهتمين بالبيئة، حيث يتواصل تنزيل عدة برامج لضمان الأمن المائي ومواجهة التغيرات المناخية، وكذا تقليل الضغط على الموارد الطبيعية وحسن تدبيرها.