إنجاز سد رباط الخير بإقليم صفرو.. مشروع مائي مهم بسعة تبلغ 124 مليون متر مكعب

تتواصل أشغال بناء سد رباط الخير بإقليم صفرو في إطار وتيرة متصاعدة، ويُعد هذا المشروع من بين أهم المشاريع الهيكلية التي تشهدها المنطقة حاليًا. يهدف هذا السد إلى تقوية القدرات المائية بجهة فاس-مكناس، وضمان تزويد مدينة صفرو والمراكز القريبة منها بالماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى سقي الأراضي الفلاحية وحماية المنطقة من خطر الفيضانات، خاصة مع التحديات المناخية المتزايدة.
ويندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية لتعزيز البنية التحتية المائية، وفق التوجيهات الملكية التي تدعو إلى تسريع وتيرة إنجاز السدود، خاصة في المناطق التي تعرف تساقطات مطرية مهمة. من جهته، صرح السيد الجيلالي الدومة، رئيس إعداد المشروع، أن سد رباط الخير يندرج ضمن المخطط الوطني لتزويد المغرب بالماء الصالح للشرب للفترة 2020-2027، ويُعتبر من أهم المنشآت المائية في حوض سبو. السد سيوفر حقينة مائية بسعة 124 مليون متر مكعب، وسيساهم في رفع القدرة التخزينية بالمنطقة. وأضاف أن نسبة تقدم الأشغال بلغت حوالي 10%، وتشمل حاليًا تهيئة وتجهيز الورش بالمعدات، مع فتح المقلع الخاص بالمواد الأولية. ومن المتوقع أن تستمر أشغال البناء لمدة تقارب 60 شهرًا.
يقع السد على وادي الزلول، على بعد حوالي 9 كيلومترات من مدينة رباط الخير، ويُبنى بنمط السدود الردمية الصخرية، مع قناع أمامي من الخرسانة المسلحة. يبلغ ارتفاع السد 76 مترًا وطوله عند القمة حوالي 530 مترًا، فيما يقدر حجم الردوم بثلاثة ملايين متر مكعب.
من المرتقب أن يساهم السد في ضمان إمدادات مائية مستدامة لصفرو وجماعات قروية مجاورة، ويعالج الضغط المتزايد على الموارد المائية في السنوات الأخيرة. كما سيساعد على تثمين الأراضي الفلاحية الواقعة أسفل السد، مما يعزز الإنتاج الفلاحي، ويحمي المنطقة من الفيضانات خلال فترات الأمطار الغزيرة. إضافة إلى ذلك، سيوفر إمكانية إنتاج الطاقة الكهرومائية، تماشيًا مع توجه المغرب نحو استعمال الطاقات المتجددة.
كما يُرتقب أن يُحدث المشروع دينامية اقتصادية محلية من خلال فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، ودعم الأنشطة الفلاحية والسياحية، ما يعزز من جاذبية الإقليم. من جهته، أوضح حمزة الشرقي، مدير الأشغال، أن المشروع يُجسد المقاربة الاستباقية التي يعتمدها المغرب لمواجهة ندرة المياه، وضمان تدبير جيد للثروة المائية. وأكد أن أشغال بناء السد تنجز بكفاءات مغربية 100%، تحت إشراف مهندسين وتقنيين من خريجي المدارس الوطنية، ومن خلال شركة مغربية تستخدم تقنيات متطورة، مثل تقنية "الردوم الصخرية".
وأشار أيضًا إلى أن الورش يعرف تعبئة مكثفة للآليات والموارد البشرية، حيث تتواصل الأشغال بشكل متواصل، بهدف احترام الآجال الزمنية المحددة أو حتى تقليصها، وذلك بالنظر إلى الظرفية الوطنية التي تعرف ضغطًا على الموارد المائية نتيجة الجفاف وندرة التساقطات المطرية.
ويُنتظر أن يُصبح سد رباط الخير من بين الأعمدة الأساسية للبنية التحتية المائية في جهة فاس-مكناس، وداعمًا للتنمية المحلية والعدالة المائية بالمنطقة.