العمل على تنزيل برنامج طموح للسقي استثمارًا للأمطار المهمة خلال الموسم الحالي

يتواصل العمل على تنزيل برنامج طموح للسقي خلال فصل الصيف المقبل، للاستفادة من التساقطات المطرية المهمة التي عرفها الموسم الحالي. حيث أعرب عن ذلك وزير الفلاحة خلال ندوة دولية نظمت في إطار الدورة 17 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، كما تم التأكيد على أن هذه الأمطار ساعدت بشكل واضح في تحسين الوضع المائي في المملكة.
ويجري إعداد هذا البرنامج في تنسيق وثيق مع وزارة التجهيز والماء، لضمان استعمال أمثل للمياه المتوفرة، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تعرفها المنطقة. كما يهدف هذا البرنامج إلى توفير مياه السقي الضرورية للفلاحين، مما سيساهم في تأمين الإنتاج الفلاحي وتحقيق الاستقرار الغذائي.
وفي نفس السياق، تم التذكير بأهمية محور تعبئة المياه والرفع من نجاعة الري، كجزء أساسي من استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030"، والتي تعتبر الماء ركيزة أساسية لتطور الفلاحة وتنمية العالم القروي.
وتُبذل جهود كبيرة لتحديث شبكات الري وتطوير تقنيات اقتصادية في استعمال المياه، وعلى رأسها نظام الري الموضعي أو "التنقيط"، الذي يغطي حاليا 54% من المساحة الفلاحية المجهزة. ويطمح المغرب إلى رفع هذه النسبة لتصل إلى أكثر من 70% في أفق سنة 2030، بهدف تقليص ضياع المياه وتحقيق مردودية أعلى.
وفي إطار تعزيز العرض المائي، يتم العمل على بناء سدود جديدة في المناطق الغنية بالمياه، إلى جانب مشاريع لربط الأحواض المائية، بهدف تحويل المياه التي كانت تُفقد في البحر نحو مناطق داخلية تعاني من خصاص.
ومن المتوقع تعبئة ما يقارب مليار متر مكعب من المياه سنويًا من أحواض سبو والشمال، ونقلها إلى أحواض أبي رقراق وأم الربيع وتانسيفت، وهي المناطق التي تعرف نقصًا كبيرًا في المياه.
كما سيتم إحداث محطات لتحلية مياه البحر، مع الاعتماد على الطاقات المتجددة، من أجل تخفيف الضغط على الموارد المائية التقليدية. وستُستخدم هذه المياه المحلاة في سقي الزراعات ذات القيمة المضافة العالية، مما سيُساهم في تطوير القطاع الفلاحي وخلق فرص عمل جديدة.
هذا التوجه يعكس التزام المغرب بالاعتماد على حلول عملية لمواجهة التغيرات المناخية، وتأمين مستقبل الماء في الفلاحة، بما يضمن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في العالم القروي.