تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البنك الدولي: الجفاف وظاهرة "النينو" يساهمان في انعدام الأمن الغذائي 

البنك الدولي: الجفاف وظاهرة "النينو" يساهمان في انعدام الأمن الغذائي 

كشف تقرير صادر عن مؤسسة البنك الدولي، حول موضوع تزايد انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف وقلة التساقطات المطرية وظاهرة "النينو"، أن مؤشر أسعار الزراعة والصادرات أُغلق على انخفاض بنسبة 2%، بينما أُغلق مؤشر أسعار الحبوب على انخفاض بنسبة 1% مقارنة بآخر تحديث في 28 شتنبر 2023. ويسلط إصدار أكتوبر 2023 من نشرة رصد الأسواق الزراعية، الصادرة عن نظام معلومات السوق الزراعية، الضوء على التطورات في أسواق السلع الأساسية، بما في ذلك ارتفاع أسعار الأرز في أعقاب الحظر الذي فرضته الهند على صادرات الأرز غير البسمتي في يوليوز 2023. وقد أثار ذلك مخاوف من أن دولا أخرى مثل ميانمار والفلبين قد تفرض أيضا قيودا تجارية. كما أن احتمال حدوث ظاهرة "النينو" القوية التي تعطل إنتاج الأرز في البلدان الآسيوية الرئيسية المصدرة له يساهم أيضا في ارتفاع الأسعار. 

ولحماية الأمن الغذائي، أعرب قادة رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) عن التزامهم بالحفاظ على تدفق المنتجات الزراعية وتجنب الحواجز التجارية "غير المبررة". كما تناقش نشرة رصد الأسواق الزراعية تشديد السياسات المالية من جانب البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لمكافحة التضخم الذي له آثار كبيرة على أسواق الحبوب العالمية. 

من جهته، يشير المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية إلى العوامل التي من المتوقع أن تُسْهم في زيادة أسعار الأرز خلال الأشهر القليلة المقبلة. ويأتي في مقدمة هذه العوامل قرار الهند في 20 يوليوز 2023 بحظر جميع صادرات الأرز غير البسمتي. وفي غشت 2023، فَرضَت الهند رسوما إضافية بنسبة 20% على صادرات الأرز المسلوق وطبقت حدا أدنى لسعر بيع الأرز البسمتي. وينعكس هذا الأثر في الارتفاع الأخير في أسعار الأرز. وأدى قرار ميانمار في نهاية غشت بحظر صادرات الأرز لمدة 45 يوما إلى تفاقم الوضع، حيث تُعدّ ميانمار خامس أكبر دولة مصدرة للأرز في العالم بنسبة بلغت 5% من تجارة الأرز العالمية في عام 2022. 

واجتمع زعماء "آسيان" في غشت الأخير، حيث التزموا بعدم تطبيق سياسات تجارية تقييدية. واتّجهت أسعار الأرز بالتجزئة نحو الارتفاع خلال العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار السلع المرتبطة بالأرز وتكاليف ما بعد الحصاد، إذ من المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع. ومما يزيد من عدم اليقين في هذا الصدد، تَوقّع حدوث ظاهرة النينو بصورة قوية، وقد يؤثر ذلك بشكل كبير على محصول الأرز في جنوب وجنوب شرق آسيا، وهما يمثلان معا 58% من إنتاج الأرز العالمي و80% من صادراته.

من جهتها، تتوقع شبكة أنظمة الإنذار المبكر من المجاعة أن يحتاج ما يقرب من 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم إلى مساعدات غذائية حتى أوائل عام 2024، ويرجع ذلك جزئيا إلى استمرار ظاهرة النينو. ويزيد هطول الأمطار بمعدل أقل من المتوسط من مخاطر الجفاف وارتفاع أسعار الغذاء، أما هطول الأمطار بمعدل أعلى من المتوسط فيمكن أن يؤدي إلى حدوث فيضانات في المناطق المنخفضة، مما قد يقلل من فرص وصول السلع الزراعية إلى الأسواق ويساهم في تفاقم التحديات المرتبطة بخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. ومن المتوقع أيضا أن تؤثر ظاهرة النينو الحالية، مقارنة بأقوى 6 ظواهر وقعت، على الأمن الغذائي في بعض المناطق والبلدان، مثل الجنوب الإفريقي، منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، شرق وغرب إفريقيا، وأفغانستان أكثر من غيرها.